بعد تهديدات أنقرة.. حظر “الذئاب الرمادية” قد يمتد لعواصم أوروبية أخرى
يترك حظر السلطات الفرنسية بشكلٍ رسمي هذا الأسبوع، لمنظمة “الذئاب الرمادية” التركية المتطرّفة على أراضيها، الباب مفتوحاً أمام عواصم أوروبية أخرى لحظر المنظمة اليمينية القومّية التي تورّطت على مدى عقود في عملياتٍ إرهابية، استهدفت الأكراد والأرمن والعرب داخل تركيا وخارجها، باعتبار أن عناصرها يؤمنون بتفوق العرق التركي على غيره.
وأكد محلل سياسي تركي مختص بالشؤون الخارجية لبلاده، وهو أيضاً صحافي يراقب أنشطة الجماعات التركية المتطرّفة، أن “لدى هذه المنظمة الفاشية وضعا قانونيا يختلف من بلدٍ لآخر ويتواجد عناصرها في أوروبا منذ مطلع سبعينيات القرن الماضي”.
وقال الصحافي التركي كمال جان، الذي يعمل لدى صحيفة “دوفار” غير الحكومية، إن “حظر منظمة الذئاب الرمادية داخل الأراضي الفرنسية، جاء كنتيجة للتوترات المستمرة بين أنقرة وباريس، كما أن هناك دوافع أخرى لدى الأخيرة باتخاذ هذا القرار وهو ظهور عناصر المنظمة في احتجاجاتٍ مضادة للأكراد والأرمن في فرنسا مؤخراً”.
وأضاف لـ”العربية.نت” أن “حكومة أنقرة تدعم أنشطة الذئاب الرمادية، ولذلك حظرها يأتي أيضاً للحد من النفوذ التركي على الأراضي الفرنسية، ونتيجة ذلك سارعت وزارة الخارجية في أنقرة على التعليق سريعاً، وقد توعّدت باتخاذ الرد المناسب”.
وتابع أنه “من غير الواضح إلى الآن ما الذي ستفعله وزارة الخارجية التركية رداً على حظر باريس لمنظمة الذئاب الرمادية، ولكن بكل الحالات ستحاول إظهار القرار الفرنسي على أنه مزدّوج في ما يتعلق بشروط إنشاء الجمعيات الأجنبية على أراضيها”.
كما شرح أن “عناصر هذه المنظمة يتواجدون في أوروبا منذ عقود، وقد تورّطوا بشكلٍ مباشر في أعمالٍ إجرامية كبيرة كمحاولة اغتيال بابا الفاتيكان، يوحنا بولس الثاني، واغتيال صحافي في جريدة (ميلات) والمشاركة في أنشطة لعصابات المافيات. ومع هذا كله، تساهلت معهم الحكومات الأوروبية طوال العقود الماضية وكان ينظر إليهم كعامل لمنع ظهور التطرّف الإسلامي لدى الجاليات التركية والإسلامية على حدّ سواء في أوروبا”.
وأشار إلى أن “عواصم أوروبية أخرى قد تحظر الذئاب الرمادية، إذا ما حاولت هذه المنظمة الرد بقوّة وعنف على حظرها ضمن الأراضي الفرنسية، وبالتالي استمرار الخلافات السياسية التركية ـ الأوروبية هو الذي سيحدد في الفترة المقبلة مستقبل هذه الجماعة”.
وتُعد منظمة “الذئاب الرمادية”، بمثابة الجناح العسكري غير الرسمي لحزب “الحركة القومية” اليميني المتطرّف، شريك وحليف حزب “العدالة والتنمية” التركي الحاكم الذي يقوده الرئيس رجب طيب أردوغان. وقد أتاح تحالفهما منذ سنوات، دخول عناصر المنظمة إلى مؤسسات الدولة.
وعُرِفت المنظمة التركية بهذا الاسم، لأن عناصرها ومؤيديها يرفعون أصبع السبابة والخنصر، بينما تنضم باقي الأصابع إلى بعضها البعض لإظهار ما يشبه رأس ذئب، وهي إشارة اعتاد الرئيس التركي على رفعها مراراً خلال خطاباته لأعضاء حزبه. وقد رفعها أيضاً عناصر من الجيش التركي على الأراضي السورية.
ومؤخراً، خرج عناصر “الذئاب الرمادية” في تظاهراتٍ معادية للأرمن في عدّة مدنٍ فرنسية. كما أنهم كتبوا اسم منظمتهم على نصب تكريمي لضحايا الإبادة الأرمنية في مدينة ليون الفرنسية. وقبل ذلك بأشهر اعتدوا على احتجاجاتٍ كردية وأخرى أرمينية في فرنسا وألمانيا والنمسا.
وبحسب السلطات التركية فإن هذه المنظمة تورّطت بنحو 700 عملية اغتيال بين عامي 1974 و1980، بالإضافة لاستهداف الأكراد والأرمن والعرب العلويين في تركيا.
كما أن عناصرها، قد حاربوا في قبرص وسوريا وأذربيجان والصين والشيشان وغيرها من الدول.
وتستهدف المنظمة، الأكراد والأرمن على وجه الخصوص، وقد دعت في منشّوراتٍ منسّوبة إليها إلى تطهيرٍ عرقي لهذين الشعبين.
وبحسب دراساتٍ أعدتها مراكز أمنية أوروبية، فإن في ألمانيا وحدها يتواجد بشكلٍ سري حوالي 20 ألفاً من عناصر منظمة “الذئاب الرمادية”.
source https://newsye.data.blog/2020/11/07/%d8%a8%d8%b9%d8%af-%d8%aa%d9%87%d8%af%d9%8a%d8%af%d8%a7%d8%aa-%d8%a3%d9%86%d9%82%d8%b1%d8%a9-%d8%ad%d8%b8%d8%b1-%d8%a7%d9%84%d8%b0%d8%a6%d8%a7%d8%a8-%d8%a7%d9%84%d8%b1%d9%85%d8%a7%d8%af%d9%8a-2/
تعليقات
إرسال تعليق
ضع تعليق يليق بك